: تتوزّع بنزرت على خمسة أحياء وهي
حيّ المدينة
وهو حيّ سكني، لعلّه أقدم جزء من بنزرت تأسّس على الضفّة الشّمالية للخليج الذي يخترق المدينة ويمتدّ تدريجيا من أعلى ربوة الكدية في اتّجاه الميناء، ويضمّ حومة سانية الرمّان وحومة سيدي قعقع وحومة المنزه، ويحتوي هذا الحيّ على أهمّ معالم بنزرت مثل الجامع الكبير والحمّام الكبير وزاوية سيدي المسطاري وزاوية سيدي بن عيسى والأسواق، وقد
يكون هذا الجزء النّواة الأصلية للمدينة.
حيّ القصبة
وهذا الجزء من المدينة هو القلعة التي أسّسها البيزنطيون وهي تطلّ على البحر، وتوجد على الضّفّة الشّمالية لمدخل الميناء القديم للمدينة. ويحوي هذا الحي جامع القصبة وحمّام بقطاش والسّجن القديم، وكان فيما مضى حيًّا يسكنه الأتراك. وهو محصّن بسور ضخم يحميه ومنفصل عن بقية المدينة ومتّصل بها يحميه ببوابّة لا تزال على شكلها الأصلي
المنعرج الذي يحميها أوقات الأزمات والاضطرابات.
حيّ القصيبة
وهو مستقلّ بذاته على شكل شبه جزيرة يطلّ على البحر ويوجد على الضّفّة الغربية لمدخل الميناء القديم للمدينة.
ويحوي هذا الحيّ جامع القصيبة وبرج سيدي الحنّي الذي أسّسه البيزنطيون في أوائل القرن 7م، وهو يكوّن نظاما دفاعيا مع قلعة القصبة المواجهة له لحماية مدخل الميناء القديم ومراقبة حركة الملاحة به.
حيّ الرّبع
وكان يتوسّط المدينة وهو عبارة عن جزيرة صغيرة توجد بالمكان الذي يتشعّب فيه مدخل الميناء إلى الخليجين اللّذين يفصلان هذا الحي عن اليابسة يحيط بها الماء من جميع الجهات وهي متّصلة ببقية المدينة بقنطرتين هما قنطرة باب تونس وقنطرة الصّقالة، وقد أنشأهما يوسف داي في أوائل القرن 17م.
ويحوي هذا الحيّ جامع الربع وهو جامع قديم هدّم كليا أثناء القصف الجوي الذي تعرضت له بنزرت في الحرب العالمية الثانية، وقد جدّد.
وكان هذا الحي حيّ قناصل الدّول الأجنبية وكان يحوي كنيسة للمسيحيين وبيعة لليهود. ويتّضح من دفاتر المجبى المحررة سنة 1854 أنّ هذا الحيّ كانت تسكنه فعلا عائلات مسلمة ويهودية إلى جانب قناصل الدول الأوروبية. وأمّا حيّ الرّبع الجديد وحيّ الباب الجديد فقد أحدثا وأضيفا إلى الجزء الأصلي والقديم من المدينة، وقد يكون ذلك ممّا حصل في العهد الحفصي الذي استتب فيه بالبلاد الاستقرار السّياسي والاجتماعي ونشطت فيه الحركة التّجارية.
حيّ الأندلس
يقع خارج الأسوار قبالة البحر. وهو ربض أنشئ بأمر من يوسف داي لايواء الوافدين الأندلسيين في أوائل القرن 17م وهو حي غير محصّن، يحوي جامع الأندلس.ولربطه بالمدينة ربّما يكون باب حومة الأندلس قد أنشئ عند إحداث هذا الحيّ. ومن المحتمل أن يكون هذا الحيّ قد أحدث خارج الأسوار لشدّة الكثافة العمرانية التي شملت معظم الفضاء الدّاخلي للمدينة